إلى المجاهدين في العراق

هوية الکتاب

اية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف)

الطبعة الثانية/ 1424ه / 2003م

مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 5955 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

almojtaba@gawab.com

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصيبة التي تمر بالعالم الإسلامي...

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض...

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع...

والحاجة الماسة إلى نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلى إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلى الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، والتي كان قد راجعها * وأضاف عليها، فقمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي والثقافة الدينية من أجل غد أفضل ومستقبل مجيد بإذن الله تعالى..

مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر/ بيروت لبنان

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

almojtaba@gawab.com

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

خطاب إلى المجاهدين في العراق

قال الله تعالى: *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*(1).

الأخوة المجاهدون، في داخل العراق وخارجه:

أحييكم بتحية الإسلام، وقد ظلمتم وأخرجتم من دياركم بغير حقٍ؛ لأنكم قلتم: لا إله إلا الله.

أصبحتم مصداق قوله تعالى: *الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ*(2).

قال الإمام الباقر عليه السلام في هذه الآية المباركة: «نزلت في المهاجرين وجرت في آل محمد صلي الله عليه و اله الذين أخرجوا

من ديارهم وأخيفوا»(3).

وعن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله، أهو لقوم لايحل إلا لهم، ولا يقوم به إلا من كان منهم، أم هو مباح لكل من وحّد الله عزوجل، وآمن برسوله صلي الله عليه و اله، ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عزوجل، وإلى طاعته، وأن يجاهد في سبيله؟

فقال: «ذلك لقوم لا يحل إلا لهم، ولا يقوم بذلك إلا من كان منهم».

قلت: من أولئك؟

قال: «من قام بشرائط الله عزوجل في القتال، والجهاد على المجاهدين، فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عزوجل، ومن لم يكن قائماً بشرائط الله عزوجل في الجهاد على المجاهدين، فليس بمأذون له في الجهاد، ولا الدعاء إلى الله، حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد».

قلت: فبين لي يرحمك الله؟

قال: «إن الله تبارك وتعالى أخبر [نبيّه ] في كتابه، الدعاء إليه، ووصف الدعاة إليه، فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضاً، ويستدل ببعضها على بعض، فأخبر أنه تبارك وتعالى أول من دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته، واتباع أمره، فبدأ بنفسه، فقال: *وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ*(4) ثم ثنى برسوله، فقال: *ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ*(5) يعني بالقرآن، ولم يكن داعياً إلى الله عزوجل من خالف أمر الله،ويدعو إليه بغير ما أمر [به ] في كتابه، والذي أمر أن لا يدعى إلا به _ إلى أن قال عليه السلام _ ثم ذكر من أذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه، فقال:*وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ

بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*(6) ثم أخبر عن هذه الأمة، وممن هي، وأنها من ذرية إبراهيم، ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم، ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة، دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد، الذين أخبر عنهم في كتابه، أنه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً _ إلى أن قال عليه السلام _ ثم وصف أتباع نبيه صلي الله عليه و اله من المؤمنين، فقال عزوجل: *مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيل*(7).

وقال تعالى: *يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ*(8) يعني أولئك المؤمنين، وقال سبحانه: *قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون*(9) ثم حلاهم ووصفهم، كي لايطمع في اللحاق بهم إلا من كان منهم، فقال فيما حلاهم به ووصفهم: *الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*(10) إلى قوله *أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ*(11).

وقال في صفتهم وحليتهم أيضاً: *والَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً*(12).

ثم أخبر أنه اشترى من هؤلاء المؤمنين، ومن كان على مثل صفتهم:*أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ*(13).

ثم ذكر وفاءهم له بعهده ومبايعته، فقال:*وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ*(14) فلما نزلت هذه الآية: *إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ

بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ*(15) قام رجل إلى النبي صلي الله عليه و اله فقال: يا نبي الله، أرأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل، إلا أنه يقترف من هذه المحارم، أ شهيد هو؟

فأنزل الله عزوجل على رسوله: *التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ*(16).

ففسر النبي صلي الله عليه و اله المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة والجنة، وقال: التائبون من الذنوب، العابدون: الذين لا يعبدون إلا الله، ولا يشركون به شيئاً، الحامدون: الذين يحمدون الله على كل حال في الشدة والرخاء، السائحون: وهم الصائمون، الراكعون الساجدون: الذين يواظبون على الصلوات الخمس، والحافظون لها، والمحافظون عليها بركوعها وسجودها، وفي الخشوع فيها، وفي أوقاتها، الآمرون بالمعروف بعد ذلك، والعاملون به، والناهون عن المنكر والمنتهون عنه، قال: فبشّر من قتل وهو قائم بهذه الشروط بالشهادة والجنة، ثم أخبر تبارك وتعالى أنه لم يأمر بالقتال إلا أصحاب هذه الشروط، فقال عزوجل: *أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ*(17) وذلك أن جميع ما بين السماء والأرض لله عزوجل ولرسوله ولأتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة، فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله صلي الله عليه و اله والمولّي عن طاعتهما، مما كان في أيديهم، ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات، وغلبوهم عليه، مما أفاء الله على رسوله، فهو حقهم، أفاء الله عليهم ورده إليهم _ إلى أن قال عليه السلام: _ فذلك قوله: *أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا*(18) ما كان المؤمنون أحق به منهم، وإنما أذن

للمؤمنين الذين قاموا بشرائط الإيمان التي وصفناها؛ وذلك أنه لا يكون مأذوناً له في القتال حتى يكون مظلوماً، ولا يكون مظلوماً حتى يكون مؤمناً، ولا يكون مؤمناً حتى يكون قائماً بشرائط الإيمان التي اشترط الله عزوجل على المؤمنين والمجاهدين، فإذا تكاملت فيه شرائط الله عزوجل كان مؤمناً، وإذا كان مؤمناً كان مظلوماً، وإذا كان مظلوماً كان مأذوناً له في الجهاد؛ لقوله عزوجل:*أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير*(19)، وإن لم يكن مستكملا لشرائط الإيمان فهو ظالم ممن يبغي، ويجب جهاده حتى يتوب، وليس مثله مأذوناً له في الجهاد والدعاء إلى الله عزوجل؛ لأنه ليس من المؤمنين المظلومين الذين أذن لهم في القرآن في القتال، فلما نزلت هذه الآية *أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا*(20) في المهاجرين الذين أخرجهم أهل مكة من ديارهم وأموالهم، أحل لهم جهادهم بظلمهم إياهم وأذن لهم في القتال».

فقلت: فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركي أهل مكة لهم، فما بالهم في قتالهم كسرى وقيصر ومن دونهم من مشركي قبائل العرب؟

قال: «… ولو كانت الآية إنما عنت المهاجرين الذين ظلمهم أهل مكة كانت الآية مرتفعة الفرض عمن بعدهم؛ إذا لم يبق من الظالمين والمظلومين أحد _ إلى أن قال عليه السلام _ فمن كانت قد تمت فيه شرائط الله عزوجل التي وصف بها أهلها من أصحاب النبي صلي الله عليه و اله وهو مظلوم، فهو مأذون له في الجهاد، كما أذن لهم في الجهاد؛ لأن حكم الله عزوجل في الأولين والآخرين، وفرائضه عليهم سواء، إلا من علة أو حادث يكون، والأولون والآخرون أيضاً في منع الحوادث شركاء، والفرائض عليهم واحدة، يسأل الآخرون عن أداء الفرائض عما يسأل عنه الأولون، ويحاسبون عما

به يحاسبون، ومن لم يكن على صفة من أذن الله له في الجهاد من المؤمنين فليس من أهل الجهاد، وليس بمأذون له فيه، حتى يفيء بما شرط الله عزوجل عليه، فإذا تكاملت فيه شرائط الله عزوجل على المؤمنين والمجاهدين فهو من المأذونين له في الجهاد، فليتق الله عزوجل عبد ولا يغتر بالأماني التي نهى الله عزوجل عنها من هذه الأحاديث الكاذبة على الله، التي يكذّبها القرآن ويتبرأ منها ومن حملتها ورواتها، ولا يقدم على الله عزوجل بشبهة لا يعذر بها، فإنه ليس وراء المتعرض للقتل في سبيل الله منزلة يؤتى الله من قبلها، وهي غاية الأعمال في عظم قدرها، فليحكم امرؤ لنفسه، وليرها كتاب الله عزوجل ويعرضها عليه، فإنه لا أحد أعرف بالمرء من نفسه، فإن وجدها قائمةً بما شرط الله عليه في الجهاد فليقدم على الجهاد، وإن علم تقصيراً فليصلحها، وليقمها على ما فرض الله عليها من الجهاد، ثم ليقدم بها وهي طاهرة مطهرة من كل دنس يحول بينها وبين جهادها.

ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا، من شرائط الله عزوجل على المؤمنين والمجاهدين: لاتجاهدوا، ولكن نقول: قد علّمناكم ما شرط الله عزوجل على أهل الجهاد، الذين بايعهم واشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنان، فليصلح امرؤ ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك، وليعرضها على شرائط الله، فإن رأى أنه قد وفى بها وتكاملت فيه، فإنه ممن أذن الله عزوجل له في الجهاد، فإن أبى أن لا يكون مجاهداً على ما فيه من الإصرار على المعاصي والمحارم والإقدام على الجهاد بالتخبيط والعمى والقدوم على الله عزوجل بالجهل والروايات الكاذبة، فلقد لعمري جاء الأثر فيمن فعل هذا الفعل، إن الله عزوجل ينصر

هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم، فليتق الله عزوجل امرؤ وليحذر أن يكون منهم، فقد بين لكم ولا عذر لكم بعد البيان في الجهل، ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله عليه توكلنا وإليه المصير»(21).

الكل يعلم، أنّ منفذي سياسات القوى الاستعمارية البريطانية والأمريكية والصهيونية، هم الآن على رأس السلطة في العراق. وهم الذين يديرون شؤونه الاقتصادية والسياسية والعسكرية والشؤون الأخرى. وأنّ حزب البعث في العراق الذي أسسه صليبيان(22) إنما أسس لتدمير العراق بل والشرق الأوسط، ولمواجهة الإسلام والمسلمين وتدميرهم، وكانت أمنية المستعمرين منذ القدم أن يقضوا على مراكز العراق العلمية والدينية والاقتصادية والاجتماعية. ويجعلوها في عزلة تامة فيمنعوا الزوار عن المشاهد المقدسة للأئمة الأطهار صلي الله عليه و اله، ويقضوا على روح التمسك بهذه الرموز الخالدة والالتفاف حول الإسلام وعظمائه، وقد حققوا الكثير من أهدافهم عن طريق أعوانهم وأذيالهم.

العلماء والحوزات العلمية

فالحوزة العلمية في النجف الأشرف والتي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة، حيث اُسست على يد شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي *(23) قد شُلّت حركتها بعد هذا العمر المديد.

وكذلك الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة والتي تأسست قبل أكثر من ألف سنة أيضاً على يد حميد بن زياد النينوي(24) ونشطت على يد الشيخ ابن حمزة *(25) شُلّت أيضاً.

وكذلك الحال بالنسبة إلى بقية الحوزات العلمية في الكاظمية وسامراء وغيرها.

وقد قام طغاة العراق بقتل علماء المسلمين داخل وخارج العراق، كما صادروا الكثير من الكتب وأغلقوا المكتبات العامرة بها. فقد كان في مدينة كربلاء المقدسة وحدها أكثر من أربعين مكتبة، وكان يرتادها الشباب من الطلاب والطالبات، فابتداءً من مكتبة القرآن الحكيم، وانتهاءً بمكتبة النهضة الإسلامية(26) ومدارس الحفاظ(27) كلها أغلقت، كما نُهبت أموال الكثير من المؤسسات الأخرى التي صودرت أبنيتها.

كما أنّ السلطات الحاكمة عاملت علماء الدين وطلاب الحوزات العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وغيرها بأبشع أنواع المعاملة، من قتل وسجن وملاحقة وتضييق وأخيراً تهجيرهم، بل حتى مطاردتهم واغتيالهم خارج العراق، كما حدث للأخ الشهيد السيد حسن الشيرازي *(28) والسيد مهدي الحكيم *(29) وكثير غيرهما.

في أيام السيد الحكيم *(30) كان في النجف الأشرف أكثر من عشرة آلاف طالب من طلاب العلوم الدينية في مختلف المستويات. أما اليوم فلا يوجد في مدينة النجف الأشرف إلا الأقل من هذا العدد بكثير(31)، وكذلك الحال في كربلاء المقدسة حيث تقلصت فيها أعداد العلماء وطلاب العلوم الدينية بشكل كبير، واليوم الكثير من الطلبة يحاول أن يكون بعيداً عن الأنظار وذلك خوفاً من مراقبة أجهزة القمع التابعة للسلطة الحاكمة وملاحقتها لهم.

هذا مضافاً إلى ملاحقة مختلف الناس المؤمنين واعتقالهم وتعذيبهم ونفيهم أو قتلهم.

سجناء العراق

ثم إن هناك في العراق شيئاً ربما لم يجده المتتبع في التاريخ بمثله أبداً، حتى في عهود أكثر الحكام طغياناً وجوراً، فإنه حسب بعض الإحصاءات هناك أكثر من خمسمائة ألف سجين مودعين في سجون العراق، وأغلبهم تحت التعذيب الشديد، وبضمنهم ما يقارب ثلاثة آلاف امرأة. وقد اطلعت على أحد الكتب المختصة في هذا الشأن حيث تذكر أنَّ سجون التعذيب في العراق تحتوي على ثمانين قسماً من أشد أنواع التعذيب القاسي النفسي والجسدي.

إنَّ هذه الحالة قد تكون نادرة من نوعها في التاريخ وربما انفرد بها نظام البعث العراقي الجائر، فلو عدنا إلى ظلمة التاريخ والسفاكين للدماء مثل نمرود وفرعون(32)..

وابن زياد(33)..

والحجاج(34)..

فربما لا يجد الإنسان عندهم ما عند هؤلاء الظلمة من التفنن في الإجرام وأنواع التعذيب الرهيبة. نعم لأولئك الطغاة من أمثال ابن زياد جرائم لا تصل إليها جريمة أبداً.

ومن أفعال

البعثيين في العراق أنهم كانوا يسجنون ويعذبون ويذبحون الأبناء والنساء والأطفال أمام ذويهم، وذلك بغية انتزاع الاعترافات منهم. ومن هنا قد يقال بأنهم أكثر طغياناً حتى من فرعون والحجاج، رغم إرهاب الحجاج وبطشه، وكذلك فرعون، وبرغم تعذيبهما للناس بمختلف الوسائل، لكنهما قد لا يصلان إلى المستوى الذي وصله هؤلاء في بشاعة التعذيب.

أما نمرود فقد ذكر لنا التاريخ أنّه لما أراد أن يقتل نبي الله إبراهيم عليه السلام أحضر ثلاثمائة قاضٍ وقال لهم: حاكموه على محضر من الناس حتى يعلم الناس أن إبراهيم كان مذنباً حسب زعمه.. فإن نمرود على طغيانه وجبروته كان إذا أراد أن يقتل إنساناً شريفاً يستدعي القضاة لمحاكمته، مع قدرته على قتله بدون محاكمة، ولم يكتف بقاض واحد بل ثلاثمائة قاض. وكان يفعل ذلك لإغواء الناس. أما هؤلاء يأخذون العلماء من بيوتهم ليلاً ويقتلونهم سراً أو جهاراً دون محاكمة ولا إحضار حتى قاض واحد، فإنهم جمعوا أساليب التعذيب القديمة والحديثة واستخدموا أشدها إيذاءً للإنسان.

ليل العراق المظلم

خلاصة الكلام: قد لم تمر بالعراق فترة أظلم من هذه الفترة وربما حتى في عهد التتار والمغول(35) الذين سوّدوا صفحات التاريخ، فإنهم مع (وثنيتهم) لما جاؤوا إلى بغداد وقيل لهم إن مدن النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والحلة هي مراكز لأئمة

المسلمين صلي الله عليه و اله ولعلمائهم. قالوا: نحن لا نحارب أهل العلم ومراكزهم الدينية؛ ولذا أصدر المغوليون أمراً بعدم التعرض إلى النجف وكربلاء والحلة حسب ما ورد في التاريخ(36).

فالمغول رغم قسوتهم وبربريتهم وإجرامهم لم يتعرضوا بسوء إلى هذه المدن المقدسة.

أما البعثيون في العراق وهم ذيول الاستعمار، فقد رأيتم كيف فعلوا بمدن المقدسات وأهاليها، فإن أفعالهم الإجرامية لاتعد ولا تحصى، وقد أصبحوا أشد وأخطر من مجرمي التاريخ وربما حتى

من فراعنته ومن الوثنيين التتر والمغول.

وهم أكثر إجراماً من الشاه(37) في إيران، فإن الشاه لم يقتل العلماء علناً ولم تكن سجونه مثل سجون العراق أبداً.

القضاء على الإسلام

لقد تجلت مهمة البعثيين في العراق وصارت واضحة للجميع، وهي القضاء على الإسلام وكل ما يمت له بصلة، وذلك عن طريق ممارسة القمع والإرهاب والتعذيب والقتل وسفك الدماء وانتهاك الحرمات ومصادرة الأموال، وسوف يتجلى ذلك أكثر للعالم عند سقوط حكومتهم بعون الله تعالى.

وستُظهِر الأقلام كثيراً من الأشياء التي خفيت خوفاً، وسيعلم الجميع بشاعة هؤلاء وجرائمهم، والشواهد على ذلك كثيرة.

وذلك كتعرية الشاه بعد سقوطه في إيران..

وكتعرية عبد الكريم قاسم(38)..

والبكر(39)..

وعبد السلام(40)..

ونوري السعيد(41)..

والحرس القومي..

والمهداوي(42).. في العراق.

وكتعرية ملوك العهد البائد (خدم المستعمرين)(43).

أما الإمبراطوريات الظالمة وأذيالها فقد امتلأت كتب التاريخ بفضائحها، وهكذا الحال بالنسبة لكل دول العالم التي ترزح تحت نير الظلم والاستبداد والتي لابد لها أن تأخذ حريتها في يوم من الأيام لتفضح جرائم طغاتها أمثال: هتلر(44)..

وموسوليني(45).. وستالين(46).. وغيرهم.

مما يلزم على المجاهدين

مما يلزم على المجاهدين

إن الأخوة المجاهدين الثائرين من أجل الله، المطرودين من بلادهم والمخرجين من أجله، عليهم واجبات نذكرها للتذكرة عسى الله أن يوفقنا للعمل بها، يقول تبارك وتعالى:*وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ*(47).

أولاً: رص الصفوف

قال سبحانه وتعالى: *وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ولاَ تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً*(48).

علينا أن نجمع قوانا ونوحد صفوفنا ونرصها رصاً ولا ندع مجالاً للفرقة بيننا. فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الزموا الجماعة واجتنبوا الفرقة»(49).

وقال عليه السلام: «إياك والفرقة فإن الشاذ عن أهل الحق للشيطان، كما أن الشاذ من الغنم للذئب»(50).

وقال عليه السلام: «إياكم والتدابر والتقاطع وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»(51).

لذا يجب أن نكون يداً واحدة كي نتمكن من مواجهة طغاة العراق وننقذ الشعب من الظلم والاستبداد.

كما على الإنسان أن لا يبعده انتسابه إلى أحزابه ومنظماته الإسلامية عن وحدته والقرآن الكريم يقول: *وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا*(52).

كما لا يجب أن يبعده انتسابه إلى مدن أو قوميات مختلفة عن وحدته، فإن الهدف الأسمى هو الخلاص من الطغاة.

فعند ما ننسب أحداً ونقول: هذا بغدادي، وهذا موصلي، وهذا بصري، فإنما يكون ذلك لأجل التعارف فقط ولا يكون سبباً للفرقة والاختلاف، فإن كل واحد منهم ينتسب إلى نسب أكبر وهو العراق، فكل واحد منهم عراقي، والعراقي بضمنه ينتسب إلى قيمة أكبر وأعلى وهي الإسلام فهو مسلم، كما قال تعالى: *إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ*(53).

فالإنسان عندما ينسب إلى هذه الفئة أو تلك الهيئة أو الجمعية أو المنظمة أو الحزب، يلزم أن يتذكر أن هناك انتساباً أكبر وهو الإيمان؛ لذا يجب أن تكون الأحزاب والمنظمات وغيرها يداً واحدة على عدو الله والإسلام والإنسانية؛ فإن في الاتحاد قوة، وفي التفرقة

ضعفاً، قال تبارك وتعالى: *إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرْضِ وجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ ويَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ*(54).

فلنكن كتلة ذات هدف واحد ومصير واحد واتجاه واحد، لنتمكن من مواجهة الأعداء وإنقاذ المظلومين.

ثانياً: العمل لله

يجب أن يعمل الجميع لأجل الله تعالى وبإخلاص، كما قال تبارك وتعالى في القرآن الكريم: *قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ*(55).

فإذا كنا لله ومع الله كان الله ناصرنا وكان معنا، فهو القائل سبحانه: *إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ*(56).

ويقول تعالى: *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ*(57).

فمن تكون بريطانيا أمام الله؟

ومن تكون إسرائيل أمام الله؟

ومن تكون أمريكا أمام الله؟

بل ومن يكون كل طغاة التأريخ أمام الله جل وعلا.

إن هذه الدول الاستعمارية لا قيمة لها أمام قدرة الله تعالى، كما صرح لنا بذلك القرآن الكريم: *لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وبِئْسَ الْمِهَادُ*(58).

وقال عزوجل: *أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَ فِي غُرُورٍ*(59).

فكم رأينا تقلب أهل الكفر وطغاة العصور، إلا أن متاعهم قليل، فأين الفراعنة في مصر؟

وأين إمبراطور إيران؟

وأين ملوك العراق؟

وأين (برسي كوكس(60) والجنرال مود(61)) قادة احتلال العراق..

كلهم ذهبوا وبقيت (كلمة الله هي العليا) كما قال تعالى: *وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا*(62).

وقال سبحانه: *بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*(63).

إن بعض الناس كانوا يظنّون أن عائلة بهلوي ستبقى على رأس السلطة في إيران وستستمر في الحكم، لكن هؤلاء ظنوا شيئاً وأراد الله شيئاً آخر. وإنه تعالى دائماً مع المستضعفين قال تعالى:*وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ والْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ والْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا

واجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ ولِيّاً واجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً*(64).

فالنتيجة الحتمية هي النصر للمؤمنين والاندحار لأهل الكفر والظلم والطغيان، كما ورد في الذكر الحكيم *إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا*(65).

وهذا وعد حتمي، وإن بوادر النصر قد ظهرت وإن سقوط صدام(66) وحزبه الكافر الظالم، أصبح قريباً إن شاء الله، فإن حزب البعث في العراق لم تبق له قيمة لا في داخل البلاد الإسلامية ولا في خارجها. فالله مع المجاهدين المخلصين والناس معهم أيضاً.

ثالثاً: الجهاد بمختلف الوسائل

قال تبارك وتعالى: *فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وكُلاً وعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً*(67).

علينا أن لا نتوانى في جهادنا في سبيل الله، بل نضحيّ بكل غالٍ ونفيس لوجه الله عزوجل، وعلى الإنسان أن يقدم كل أشكال الدعم المالي والفكري للمجاهدين المخلصين، بالإضافة إلى تهيئة كل المستلزمات الضرورية من غذاء ولباس، وكل ما يحتاجه انتصار المؤمنين في العراق.

إن الواجب يدعونا لأن نوحّد الجهود وأن نساعد المجاهدين المخلصين ونجعل هدفنا هو رضا الله سبحانه وتعالى.

ومن الواضح أنَّ نهاية الظالمين والمستبدين هي كنهاية فرعون وهامان وجنودهما، فإنهم كانوا يلاحقون النبي موسى عليه السلام فكانت نهايتهم كما قال تعالى: *مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصَاراً*(68).

نعم، هذه نهاية كل الطغاة والظالمين، وها هي جبهة البعث في العراق أصبحت مفكّكة إلى أبعد الحدود، وصار بعضهم يقتل بعضاً(69) كمقتل حردان التكريتي، ومقتل حماد شهاب، وناظم كزار، ومحمد عايش، وعدنان الدليمي، وغيرهم من الظلمة الذين ساعد بعضهم بعضاً لمواجهة الشعب المسلم في العراق ولمحاربة الدين المبين والقرآن الكريم. ثم إنه لم يبق اليوم من صورة حزب البعث العراقي أمام العالم إلا مفهوم الجريمة والقتل وسفك الدماء وانتهاك الأعراض

ونهب الأموال وتدنيس الحرمات وإشعال الحرب مع الجيران وتدبير المؤامرات. وقد ذكرت إحدى الصحف العربية: أن أكثر من ثلاثة مليارات دينار عراقي(70) قد هرّبها عفلق وصدام وطلفاح(71) ومن أشبه إلى البنوك الأجنبية في الخارج.

وبعد كلّ هذا لقد اتضح لكل منصف في العالم أنَّ هؤلاء لم يأتوا إلى العراق إلا لأجل استعماره والقضاء على شعبه ونهب ثرواته وتدمير الحركات الإسلامية فيه. لكن الله خيب ظنّهم وشتت شملهم وجعل الكلمة عليهم لا لهم، فها نحن نرى بعض الذين اُخرجوا من العراق سواء إلى البلاد الغربية أو البلدان الإسلامية صار العديد منهم كتلة من النشاط ومن الحركة، فأنشأوا المؤسسات الدينية والعلمية والاجتماعية والثقافية والصحية في أنحاء العالم، لندن وباريس ونيويورك وبون وكندا ودلهي، ومختلف المدن الإيرانية، وفي سوريا ولبنان والكويت والبحرين ومسقط والإمارات وسائر البلدان الأخرى، وكان ذلك بفضل جهود المخلصين من هؤلاء المجاهدين الذين أقصوا وأخرجوا من بلادهم.

وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي يتم فيه رفع هذا الكابوس الجاثم على صدر العراق والعراقيين؛ لتستلم إدارة البلاد حكومة إسلامية تسعى لتطبيق الإسلام بشرائعه السمحة السهلة، ويكون قانونها القرآن الحكيم والسنّة المطهرة، وتكون قيادتها بيد مجلس (شورى الفقهاء المراجع) من الذين يرضاهم الله وترضاهم الأكثرية من الأُمة بالانتخابات الحرة، كما يقول تعالى في القرآن الحكيم: *وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ*(72).

من أين يبدأ التغيير؟

لكن قبل هذا علينا أن نلتفت إلى عامل مهم جداً في تحقيق النصر والغلبة على الظالمين، فإنه لا يكون ذلك إلا إذا بدأنا بأنفسنا، فعلينا أن نغيّر ما بأنفسنا أوّلاً كما قال تعالى *إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ*(73).

وقد قال الإمام الصادق عليه السلام: «إن الله عزوجل بعث نبياً من أنبيائه إلى قومه، وأوحى إليه: أن قل

لقومك: إنه ليس من أهل قرية ولا أناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سرّاء فتحولوا عما أحب إلى ما أكره، إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون. وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون. وقل لهم: إن رحمتي سبقت غضبي، فلا تقنطوا من رحمتي؛ فإنه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره، وقل لهم: لا يتعرضوا معاندين لسخطي، ولا يستخفوا بأوليائي، فإن لي سطوات عند غضبي لا يقوم لها شيء من خلقي»(74).

نعم، فعندما نغير ما بأنفسنا من شر وسوء عند ذلك سيرفرف النصر على رؤوسنا أينما توجهنا.

كما يلزم مضافاً إلى ذلك الإعداد النفسي والثقافي، والتنسيق الدقيق، والحذر، والحزم، والصبر، والمبادرة، ومخالفة النفس، والدفاع، والصمود حتى النصر، أو الشهادة، فقد ورد في رسالة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر ما نصّه: «واعلم يا محمد بن أبي بكر، أني قد ولّيتك أعظم أجنادي في نفسي أهل مصر، فأنت محقوق أن تخالف على نفسك، وأن تنافح عن دينك، ولو لم يكن لك إلا ساعة من الدّهر»(75).

هكذا يأتي النصر، أما إذا لم نعمل على تغيير أنفسنا ولم نسع لتوفير مقومات النصر فإن الفشل _ لا سامح الله _ سيصيبنا.

فالدفاع عن النفس والأهل والأرض والوطن واجب في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين، وهو ما يسمى في الإسلام بالجهاد.. والسعي لإزاحة هؤلاء الطغاة عن كرسي الحكم جهاد من أجل إعلاء كلمة الله وإنقاذ المستضعفين.

مقومات التغيير

إذا أردنا أن نغير ملامح العراق المأساوية ونوجد واقعا جديدا مفعما بالأمل والسعادة والاستقرار فلابد أن نغير الخطوط التي رسمها الاستبداد، ونرسم

خطوطا واقعية تعتمد على الحرية والتعددية والاستقلال والاكتفاء الذاتي وحكم الأكثرية والأخلاق الفاضلة والحفاظ على حقوق الناس ومصالحهم وحماية مقدساتهم..

فإن للتغيير مقومات ينبغي مراعاتها، منها:

حكومة الأكثرية

يلزم أن تحكم العراق حكومة استشارية منتخبة من أكثرية الشعب، فإن كثيراً من هذه الاضطهادات هي نتيجة أن الأقلية هي التي سيطرت على الحكم في العراق لعشرات السنين، وأخذت تتحكم في مقدراته وتفرض آراءها وأفكارها على الأكثرية المضطهدة.. فالأكثرية الشيعية في العراق التي نسبتها تناهز 85% من مجموع السكان قُمعت ومنعت من حقوقها ومصالحها ومعتقداتها، مع أنها هي التي حررت العراق من سيطرة الأعداء مرارا عديدة وضحت من أجل الدين والوطن بالغالي والنفيس.

التعددية

ولابد أن تستند الحكومة الإسلامية في العراق على القدرة الواقعية المنبثقة من الشعب، وهذه القدرة تعتمد بشكل أساسي على وجود الأحزاب والمنظمات الحرة والمؤسسات الدستورية والعشائر التي يحركها نظام التعددية، فلا قدرة واقعية بدون وجود تعدد الأحزاب، وتتنافس هذه الأحزاب بكفاءة وتراقب الحكومة لكي لاتنحرف.. أما الاستبداد فإنه حكم هش لا يمتلك القدرة الواقعية وإن امتلك القوة العسكرية، فإن «المستبد متهور في الخطأ والغلط» كما قال أمير المؤمنين عليه السلام(76).

الحرية

وعلى الدولة الإسلامية أن تمنح كافة الحريات للناس في كل الأبعاد _ ضمن الإطار الإسلامي _ من حرية العقيدة والرأي والزراعة والاكتساب والتجارة والصناعة والدخول في الوظائف والسفر والإقامة والعمارة وحيازة المباحات ونصب محطات الراديو والتلفزيون وتأسيس المطابع وإنشاء الأحزاب والمنظمات وإنشاء المصانع والمعامل وإصدار الصحف والجرائد والمجلات والانتقال من بلد إلى بلد بنفسه أو بكسبه، إلى غير ذلك.

وبذلك تلغى كل القيود وكافة أنواع الكبت، من الهويات الشخصية والجنسية والجواز وإجازة الاستيراد والتصدير، وما أشبه. فكل إنسان حر في كل شيء ما عدا المحرمات وهي قليلة جداً.

القوانين الإسلامية

ومن الضروري السعي لتطبيق كافة القوانين الإسلامية، حيث إن هذه القوانين الحيوية تتوافق مع فطرة الإنسان وتتلاءم مع مصالحه وتسهل عليه حياته، وهي أسهل بكثير من القوانين المستوردة من الغرب والشرق.

كما يلزم تطبيق القوانين الإسلامية بشكل شمولي لا أن يطبق بعضها ويترك البعض الآخر، فإن القوانين الإسلامية متداخلة.

وأيضا لابد من التدرج في التطبيق حتى يستطيع الناس أن يتكيفوا معها ويفهموا ثقافتها.

ومن هذه القوانين الحيوية:

1: قانون الأمة الواحدة(77).

2: قانون الأخوة الإسلامية(78).

3: قانون «الأرض لله ولمن عمرها»(79).

4: قانون الإلزام(80).

5: قانون «الناس مسلطون على أموالهم وأنفسهم»(81).

6: قانون بيت المال.

7: قانون «من سبق»(82).

أما القوانين غير الإسلامية فهي عادة قوانين جامدة لا تخدم الإنسان، بل تعقد حياته ولا تتوافق مع فطرته مما تقوده نحو الشقاء والبؤس. قال تعالى: *وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً*(83).

الاكتفاء الذاتي

ولابد للحكومة الإسلامية من السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر الاعتماد على الصناعة الوطنية وتقويتها وتطوير الزراعة والثروة الحيوانية، وذلك بإعطاء حرية العمل والتجارة والصناعة والزراعة.

ومن المشاكل الحالية التي يلزم القضاء عليها هو الوجود المكثف للموظفين الذين يعملون في جهاز الدولة، وأغلبهم يعمل في وظائف هامشية لا تنفع الشعب، بل يعقِّدون الأعمال ويعرقلونها ويستهلكون ميزانية الدولة وأموال الشعب؛ مما يحولهم إلى عبء ثقيل على كاهل الشعب، فلابد من تقليلهم وتحويل أعمالهم إلى المؤسسات الخاصة، وأما الدولة فتكون مشرفة فقط على سير العمل وعدم انحرافه لا أن تتدخل في كل شيء.

اللاعنف

ثم إن الدولة تحتاج إلى أكبر قدر من الالتفاف الشعبي والشرعي حولها ومعاونتها والدفاع عنها، فإذا اتخذت الحكومة سياسة العنف وإراقة الدماء والسجون والتعذيب وما أشبه، سارت في طريق الزوال فينقلب الأعوان أعداءً والأنصار خصماء، فإن الناس لايصبرون على قتل أولادهم وإخوانهم وآبائهم وذويهم وأصدقائهم، فيأخذون في ذم القاتل وترصد عثراته وينصرفون إلى هدم كيانه وإسقاط شرعيته وإثارة الرأي العام ضده.

ومن اللازم على الدولة الإسلامية إعلان العفو العام عن كل من أجرم قبل قيام الدولة، وهذا الأمر في غاية الأهمية من ناحية وفي غاية الصعوبة من ناحية ثانية.

فإن العفو العام يسبب اطمئنان الناس إلى الحكومة القائمة مما يؤدي إلى تعاونهم مع الحكومة، وهذا يعني انتشار الاستقرار والأمن، والحكومة خصوصا في أول أمرها بحاجة إلى التعاون الواسع من الناس.

وعدم العفو يوقع الحكومة في مشاكل لا تعدّ ولا تحصى، حيث إن القتل والملاحقة لا تبقى في دائرة خاصة بل تتعداها إلى دوائر أوسع وأوسع.

هذا بالإضافة إلى أن من مصاديق عدم العفو هو: مصادرة الأموال، وملاحقة الأفراد، وكله يوجب تكوين الأعداء، وأحيانا يسقط أولئك الأعداء الحكومة.

مضافاً إلى أن عدم

العفو يوجب تأليب الإعلام في سائر البلاد على الحكومة الفتية مما يسبب فقدان شوكتها وضياع سمعتها.

وهذا _ العفو العام _ هو الأصل وإذا كان استثناء فاللازم أن تقدر بقدر أقصى الضرورة.

وقد عفا رسول الله صلي الله عليه و اله عن أهل مكة وقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء(84)، وعفا أمير المؤمنين عليه السلام عن أهل الجمل(85).

نسأل الله أن يجمع شمل الجميع تحت لواء الإسلام.

اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة(86).

من هدي القرآن الحكيم

أقسام الجهاد

قال سبحانه وتعالى: *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ ومَا أَعْلَنْتُمْ ومَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ*(87).

وقال سبحانه: *يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ والْمُنَافِقِينَ*(88).

وقال تعالى: *مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاء اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لاَتٍ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ*(89).

وقال جل وعلا: *وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ*(90).

وقال عزوجل: *وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً*(91).

الطغاة ومصيرهم

قال سبحانه: *هَذَا وإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَئابٍ*(92).

وقال عزوجل: *إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً* لِلطَّاغِينَ مَآباً*(93).

وقال جل وعلا: *فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى*(94).

الظالمون في ضلال

قال جل اسمه: *وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ*(95).

وقال عزوجل: *وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* (96).

وقال سبحانه: *بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ* (97).

الإخلاص في النية

قال عزوجل: *فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ولَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*(98). وقال تعالى: *وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً* (99).

وقال عزوجل: *وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ*(100).

من هدي السنة المطهرة

الجهاد

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «جاهد في الله حق جهاده، ولا تأخذك في الله لومة لائم، وخض الغمرات إلى الحق حيث كان»(101).

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض، وجهاد سنة لايقام إلا مع فرض، فأمّا أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله عزوجل، وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض. وأما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة، ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب..»(102).

وقال الإمام الكاظم عليه السلام: «... وجاهد نفسك لتردّها عن هواها؛ فإنّه واجب عليك كجهاد عدوّك»(103).

الهجرة إلى الله تعالى

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من فرّ بدينه من أرض إلى أرض، وإن كان شبراً من الأرض، استوجب الجنّة وكان رفيق إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وآلهما»(104).

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «...والهجرة قائمة على حدها الأوّل ما كان لله في أهل الأرض حاجة، من مستسّر الأمّة ومعلنها، لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الأرض، فمن عرفها وأقرّ بها فهو مهاجر ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة فسمعتها أذنه ووعاها قلبه»(105).

وفي قوله تعالى: *يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ*(106). قال أبو عبد الله عليه السلام: «إذا عُصي الله في أرض أنت فيها فاخرج منها إلى غيرها»(107).

الطاغوت والظلم

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر القوم الظلمة»(108).

وقال عليه السلام: «ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد»(109).

وفي قوله تعالى: *وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَى*(110)، قال أبو عبد الله عليه السلام مخاطباً أبا بصير: «أنتم الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها، ومن أطاع جباراً فقد عبده»(111).

وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: «كفانا الله وإيّاكم كيد الظالمين وبغي الحاسدين وبطش الجبّارين، أيها المؤمنون، لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في هذه الدنيا، المائلون إليها، المفتتنون بها، المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد، وهشيمها البائد غداً..»(112).

العمل الخالص لوجهه تعالى

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب رجل مسلم: إخلاص العمل لله عزّوجل..» الحديث(113).

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «ونؤمن به إيمان من رجاه موقناً، وأناب إليه مؤمناً، وخنع له مذعناً، وأخلص له موحداً، وعظّمه مجدداً، ولاذ به راغباً مجتهداً»(114).

وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: «واجعل جهادنا فيك، وهمّنا في طاعتك، وأخلص نياتنا في معاملتك، فإنا بك ولك، ولا وسيلة لنا إليك إلا بك..»(115).

السلطان الجائر

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «السلطان الجائر والعالم الفاجر أشد الناس نكاية»(116).

وقال عليه السلام: «أحقُ أن يحذر، السلطان الجائر والعدوُّ القادر والصديق الغادر»(117).

وقال عليه السلام: «من آثر رضى ربٍّ قادر فليتكلم بكلمة عدل عند سلطان جائر»(118).

من مؤلفات الإمام الشيرازي رحمة الله عليه حول العراق

1.إذا قام الإسلام في العراق

2.الأكثرية الشيعية في العراق

3.بعض ما فعله الشيوعيون في العراق

4.حياتنا قبل نصف قرن

5.تلك الأيام

6.مجموعة بيانات

7.كفاحنا

8.دعاة التغيير ومستقبل العراق

9.الشيعة والحكم في العراق

10.العراق.. ماضيه ومستقبله

11.محنة العراق

12.مستقبل العراق بين الدعاء والعمل

13.إنقاذ العتبات المقدسة

14.من عوامل الاستقرار في العراق

15.نظام البعث في العراق ومأساة الشعب

16.نظام الحوزات العلمية في العراق

17.النازحون من العراق

18.وصايا إلى الكوادر العراقية

19.إلى المجاهدين في العراق

20.كيف ولماذا أخرجنا من العراق

21.حكم الإسلام بعد نجاة العراق وأفغان

22.دعاة التغيير ومستقبل العراق

23.التهجير جناية العصر

الصورة المستقبلية للعراق

نص جواب آية الله العظمى الإمام السيد محمد الشيرازي رحمة الله عليه على سؤال جماعة من المؤمنين عن آرائه حول الصورة المستقبلية للعراق:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على الأخوة المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

لقد سألتم عن العراق والصورة التي ينبغي أن يكون عليها في المستقبل بعد سقوط النظام الحالي بإذن الله تعالى، وسنشير ههنا إلى بعض البنود حسب ما يستفاد من الموازين الإسلامية المطابقة للموازين الإنسانية الفطرية، قال تعالى: *فطرت الله التي فطر الناس عليها*.

1: يجب أن تكون الأكثرية هي الحاكمة كما يجب إعطاء الأقلية حقوقها، فإن الأكثرية كان لها الدور الأكبر في إنقاذ العراق مرارا عديدة في هذا القرن: مرة في ثورة العشرين، ومرة أخرى في الحرب العالمية الثانية حيث أفتى العلماء بوجوب إخراج المستعمرين من قاعدة (الحبانية) فتحرك الشعب العراقي بأسره حتى أخرجهم، ومرة ثالثة: إبان المد الأحمر.. وقد سجلت الكتب التاريخية تلك الحوادث بتفاصيلها. وقد قال الله سبحانه وتعالى: *وأمرهم شورى بينهم*. وقال جل وعلا: *وشاورهم في الأمر*. وورد في الحديث الشريف: «لئلا يتوى حق امرئ مسلم».

2: من الضروري استناد الدولة إلى المؤسسات الدستورية حيث يلزم منح الحرية لمختلف التجمعات والتكتلات والفئات والأحزاب غير المعادية للإسلام في إطار مصالح الأمة، كما يلزم أن تكون الانتخابات حرة

بمعنى الكلمة وأن توفر الحرية للنقابات والجمعيات ونحوها، كما يلزم أن تعطى الحرية للصحف وغيرها من وسائل الإعلام، ويلزم أن تمنح الحرية لمختلف أصناف المجتمع من المثقفين والعمال والفلاحين و… كما تعطى المرأة كرامتها وحريتها كل ذلك في إطار الحدود الإسلامية الإنسانية، قال تعالى: *لا إكراه في الدين*. وقال تعالى: *يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم*. وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً».

3: اللاعنف هو المنهج العام في الداخل والخارج، كما قال تعالى: *ادخلوا في السلم كافة* فإنه هو الأصل ونقيضه استثناء.

4: يجب أن تراعى حقوق الإنسان بكل دقة حسب ما قرره الدين الإسلامي الذي يتفوق على قانون حقوق الإنسان المتداول في جملة من بلاد العالم اليوم، فلا إعدام مطلقا إلا إذا حكم _ في كلية أو جزئية _ مجلس (شورى الفقهاء المراجع) إذ في صورة الاختلاف بينهم يكون من الشبهة و(الحدود تدرأ بالشبهات)، كما ينبغي تقليص عدد السجناء إلى أدنى حد حتى من الحد المقرر في العالم اليوم كما لا تعذيب مطلقا وكذلك لا مصادرة للأموال مطلقا.

5: وبالنسبة إلى ما سبق يتمسك ب_: *عفا الله عما سلف*، كما عفا الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله عن أهل مكة: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، وعن غير أهل مكة، وكما صنع ذلك الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ويؤيده ما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام: إن حديث (الجب) أولى بالجريان بالنسبة إلى المسلمين من جريانه في حق غيرهم.

6: للأكراد والتركمان وأمثالهم كامل الحق في المشاركة في الحكومة القادمة وفي كافة مجالات الدولة والأمة، فقد قال الله سبحانه: *يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

إن أكرمكم عند الله أتقاكم*. وقال الرسول صلي الله عليه و اله: «لا فضل للعربي على العجمي ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى...».

7: ينبغي أن تتخذ الدولة القادمة سياسة (المعاهدة) أو (المصادقة) مع سائر الدول في إطار مصلحة الأمة كما قام بذلك الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله مع مختلف الفئات غير الإسلامية حتى المشركين، ويستثنى من ذلك عدة صور منها: صورة احتلال الكفار والمشركين لبلاد المسلمين كما حدث في فلسطين حيث يجب على جميع المسلمين عندئذ الدفاع إذ «المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى».

8: المرجع الأخير في دستور الدولة الإسلامية القادمة في العراق وفي رسم السياسة العامة والخطوط العريضة هو (شورى الفقهاء المراجع) حسب ما قرره الإسلام، قال الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله: (المتقون سادة والفقهاء قادة). ومن الواضح أن الفقهاء المراجع يتعاونون مع الحوزات العلمية ومع المثقفين والأخصائيين في كافة الحقول الاختصاصية فإن ذلك هو مقتضى المشورة والشورى كما قال تعالى: *وشاورهم في الأمر* و*أمرهم شورى بينهم *.

9: يجب على كافة المسلمين السعي لكي تتوحد بلاد الإسلام وتنصهر في دولة واحدة إسلامية.. ذلك لأن المسلمين أمة واحدة كما قال تعالى: *وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون*. وقد أسس الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله أساس الدولة العالمية الواحدة حيث توحدت في حياته صلي الله عليه و اله تسع دول تحت راية الإسلام _ على ما ذكره المؤرخون _ وفي هذا القرن كانت الهند مثالا لذلك، كما أن أوروبا تحاول التوصل إلى ذلك. ومن الواضح أن تفكك الدول الإسلامية ووجود الحدود الجغرافية بينها من الأسباب الرئيسية في تخلف المسلمين من جهة،

وفي تناحرهم وتحاربهم من جهة أخرى، وفي تفوق المستعمرين عليهم واستعمارهم من جهة ثالثة.

10: يلزم حث المجاميع الدولية كي تقوم بالضغوط الشديدة على كل حكومة تريد ظلم شعبها، ذلك أن الإنسان من حيث هو إنسان لايرى فرقا بين ظلم أهل الدار بعضهم لبعض وبين ظلم الجيران بعضهم لبعض. وهذا هو ما يحكم به العقل أيضا ولا يجوز في حكم العقل والشرع أن ندع أمثال موسيليني وهتلر وستالين يفعلون ما يشاؤون بشعوبهم تشريدا ومطاردة ومصادرة للأموال وقتلا للأنفس بحجة أنها شؤون داخلية.. فإذا اشتكى أبناء بلد عند سائر الأمم كان عليهم أن يرسلوا المحامين والقضاة فإذا رأوا صحة الشكوى أنقذوا المظلوم من براثن الظالم.

«اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة».

محمد الشيرازي

الهوامش

(1) سورة آل عمران: 200.

(2) سورة الحج: 40.

(3) انظر تفسير الصافي: ج3 ص381 سورة الحج.

(4) سورة يونس: 25.

(5) سورة النحل: 125.

(6) سورة آل عمران: 104.

(7) سورة الفتح: 29.

(8) سورة التحريم: 8.

(9) سورة المؤمنون: 1.

(10) سورة المؤمنون: 2- 3.

(11) سورة المؤمنون: 10 - 11.

(12) سورة الفرقان: 68- 69.

(13) سورة التوبة: 111.

(14) سورة التوبة: 111.

(15) سورة التوبة: 111.

(16) سورة التوبة: 112.

(17) سورة الحج: 39- 40.

(18) سورة الحج: 39.

(19) سورة الحج: 39.

(20) سورة الحج: 39.

(21) الكافي: ج5 ص13 باب من يجب عليه الجهاد ومن لا يجب ضمن ح1.

(22) هما ميشيل عفلق وأكرم الحوراني، وكان أيضا من مؤسسي هذا الحزب زكي الأرسوزي وصلاح البيطار، وذلك عام (1942م)، وقد سيطر الحزب على الحكم في العراق منذ عام (1968م).

(23) هو أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي شيخ

الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة عين صدوق، عارف بالأخبار والرجال، والفقه والأصول، والكلام والأدب، وجميع الفضائل تنسب إليه. ولد في شهر رمضان سنة (385ه) وتوفي رحمة الله عليه في شهر محرم سنة (460ه) ودفن بالمشهد الغروي المقدس، له رحمة الله عليه مؤلفات كثيرة منها: المجالس المشتهر بالأمالي، الغيبة، المصباح الكبير، المصباح الصغير، الخلاف، المبسوط، الفهرست، وكثير غيرها.

(24) حميد بن زياد بن حماد بن زياد هوار الدهقان أبو القاسم الكوفي النينوي، عالم فقيه أصولي من أهل نينوى قرية إلى جنب الحائر، ذكر في (الذريعة): قال ابن شهر آشوب: له أصل وكتاب الملاحم والدلالة، وقال الشيخ الطوسي في (الفهرست): ثقة كثير التصانيف، روى الأصول أكثرها، له كتب كثيرة على عدد كتب الأصول. ولعل مراد ابن شهر آشوب من الأصول هذه الكتب الكثيرة، وأما ما ذكره له من الأصل فهو كما أشرنا إليه من الأفراد القليلة من الأصول، ومما ألف بعد عصر أصحاب الصادق عليه السلام في عصر سائر الأئمة عليهم السلام ممن يروي عنهم إلى عصر الغيبة، فإن حميد بن زياد كان من المعمرين، يروي عن جابر الجعفي المتوفى سنة (132ه) وعن أبي حمزة الثمالي المتوفى سنة (150ه) بواسطة واحدة، فهو أدرك من عصر الأئمة عليهم السلام سنين كثيرة. راجع الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج2 ص148 الرقم564، وانظر الفهرست للشيخ الطوسي: ص115 باب حميد الرقم 238-3.

(25) هو أبو جعفر عماد الدين محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي من علماء القرن السادس الهجري حسب ما يظهر من تأريخ مصنفاته *، وصفه العلماء الأعلام بالشيخ الفقيه المتكلم الأمين أبو جعفر. أشهر مصنفاته: الوسيلة إلى الفضيلة، وكتاب الواسطة، وهذان الكتابان من المتون الفقهية المشهورة الباقية إلى هذا الزمان

والمشار إلى فتاويه وخلافاته النادرة في كتب العلماء الأعلام، ومن آثاره كتاب الثاقب في المناقب، وهو كتاب جامع لفضائل جمة ومعجزات كثيرة للنبي وفاطمة والأئمة (سلام الله عليهم)، وكتاب الرائع في الشرائع، وكتاب المعجزات وكتاب في قضاء الصلاة، وكتاب التنبه أو التنبيه. له * مرقد يعرف بمرقد ابن الحمزة في مدينة كربلاء المقدسة في محلة باب النجف على الطريق إلى قضاء طويريج (الهندية)، انظر رياض العلماء: ج5 ص162، وروضات الجنات: ج6 ص263، وأعيان الشيعة: ج2 ص263.

(26) مكتبة القرآن الحكيم العامة وتأسست عام (1387ه /1967م) ومقرها خلف المخيم الحسيني وكان يربو عدد كتبها على 70 ألف كتاب في مواضيع شتى.

ومكتبة النهضة الإسلامية التي تأسست عام (1380ه) وكانت تحتوي على أكثر من ثلاثة آلاف كتاب بضمنها كتب مخطوطة ثمينة، وكانت تقع في مسجد الشهرستاني مقابل باب الصافي. ومن المكتبات: المكتبة الجعفرية وتأسست عام (1372ه)، ومكتبة السيدة زينب الكبرى عليها السلام وتأسست عام (1386ه)، ومكتبة العلامة الحائري وموقعها في حسينية الحائري في زقاق الداماد، ومكتبة البادكوبة أو مدرسة الترك أو مدرسة أهل البيت عليهم السلام وهي في زقاق الداماد، ومكتبة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله وموقعها في مدرسة ابن فهد الحلي، ومن المكتبات الشهيرة: مكتبة سيد الشهداء عليه السلام التي كان موقعها في حي العباسية الغربية، وقد تأسست عام (1376ه) وبلغ عدد كتبها سبعة آلاف وخمسمائة كتاب. إلى غيرها من المكتبات التي غالباً كان مصيرها الغلق ومصادرة الكتب كما هو ديدن النظام الحاكم.

(27) حيث أنشئت في مدينة كربلاء المقدسة العديد من مدارس حفاظ القرآن الكريم وذلك بتوجيه مباشر من آية الله العظمى السيد الميرزا مهدي الشيرازي* ولمعرفة المزيد عنها راجع كتاب (مدارس حفاظ القرآن الكريم بكربلاء

المقدسة _ العراق) من عام (1380ه) حتى عام (1388ه)، وهو كراس أعدته الهيئة المؤسسة لمدارس الحفاظ وطبع عام (1388ه/ 1969م) في مطبعة الآداب في النجف الأشرف

وقد جاء في مدخل الكراس ما يلي: (كان المرحوم الفقيد آية الله العظمى الإمام المجاهد الحاج السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرزاي * ولوعاً بالقرآن الحكيم منذ صباه، وعلى هذا كان حافظاً للقرآن كله عن ظهر القلب، ومواظباً على تلاوته ومعتنياً بتفسيره وتجويده ومداوماً على تحريض الآخرين بالاعتناء بالقرآن تلاوة وحفظاً وتفسيراً وتجويداً وتطبيقاً.. حتى أنه _ اندفاعاً من هذا الولع والرغبة _ ارتأى سماحته في أواخر أيام حياته الكريمة، أن ينشئ مدرسة لحفظ القرآن الحكيم، وتدريس العلوم المرتبطة به، وأنشئت أول مدرسة _ فعلاً _ وكان ذلك عام (1380ه) وحيث كان تأسيس هذه المدرسة، مما تمناه كثير من الناس، فقد قوبلت بإقبال كبير من الناس، حتى أعلنت المدرسة، عن امتلاء الصفوف المعدة بالطلاب، وعدم وجود فراغ لطلاب جدد، وهي لا تزال آنذاك في سنتها الأولى. وقد كان لهذا الإقبال والتجاوب أكبر مفاجأة للقائمين بشؤون المدرسة.. حيث لم يكن في حسبانهم أن المشروع سينال مثل ذلك الترحاب والإقبال. وحيث كانت شعب المدرسة وصفوفها قليلة ومعدودة نظراً لضيق المكان، مما لم يسمح لإدارة المدرسة أن تقبل الطلاب أكثر مما كان عليه هناك، فقد اضطرت هيئة المدارس أن تهيئ مكاناً أوسع، وفعلاً فقد قامت بتحضيره، وانتقلت المدرسة إلى المكان الجديد مما أتاح لها أن تفتح أبوابها للطلاب الراغبين الجدد. وهكذا كان لتهافت الناس على هذه المدرسة مبعث انطلاق هيئة المدارس في آفاق أوسع، ففتحت مدرسة مماثلة للبنات، وتلتها مدرسة مسائية للبنين، وأخرى للبنات أيضاً، حتى أصبح عدد المدارس ستة نهارية ومسائية للطلاب والطالبات،

علماً بأن الهيئة تنوي إنشاء روضة نموذجية للأطفال، ليتسنى لها احتضان الطلاب منذ طفولتهم، لغرس الثقافة الإسلامية فيهم وتربيهم بالتربية القرآنية منذ تلك الفترة الشفافة. كما أن تشجيع الناس للفكرة كان له أكبر التأثير في نفوس القائمين على هذه المؤسسات؛ حيث دفعهم إلى تبني مشاريع توجيهية إسلامية المنهاج والهدف، تقوم بالتوعية الدينية على نطاق واسع، كشعبة التوجيه الديني، وشعبة الخدمات الإسلامية، وشعبة الدعاية الإسلامية، ومكتبة المجلات الدورية، وشعب أخرى. وأخيراً فإن من المشاهد للجميع، أن هذه المشاريع الإسلامية وإن كان بعضها بدائياً _ تقنياً _ قد تمكنت في السنوات الأخيرة الماضية بالذات، أن تقوم بدور ملموس في بث الوعي الديني والتوجيه الإسلامي السليم.. وقد كانت هذه المدارس تحت إشراف المؤسس الفقيد * ثم تحت رعاية نجله الأكبر سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي الذي يوجه إليها عناية كبيرة، ويسعى لتطويرها وتوسعتها، ويقوم بقسط معتد به من نفقاتها، وفيما يلي معلومات مختصرة وشاملة عن المدارس والمشاريع التابعة لها، نكتبها للإطلاع أملاً في الانتفاع).

وقد نقلنا هذه الفقرة من الكراس لنبين مقدار الاهتمام لهذه النشاطات المباركة في تلك السنين ونقارنه بواقع العراق الجريح في الوقت الحاضر وهو يرزح تحت نير حكم الطغاة العفالقة. أما المدارس التي ورد ذكرها في الكراس فهي:

1. مدرسة حفاظ القرآن الكريم الأولى للبنين تأسست عام (1380ه)، وكان مقرها في المبنى المقابل للحسينية الطهرانية (وسميت بعد ذلك بالحسينية الحيدرية) في الحائر الحسيني الشريف، وانتقلت إلى بناية جديدة في زقاق (الداماد) مقابل باب المراد لحرم سيد الشهداء عليه السلام، وقد تسلم إدارتها سماحة الشيخ الخطيب محمد ضياء حمزة الزبيدي.

2. مدرسة حفاظ القرآن الحكيم المسائية للبنين، وقد تأسست هذه المدرسة بعد المدرسة الأولى بشهور، ومقرها في

نفس مقر المدرسة النهارية الأولى. وتسلم إدارتها فضيلة الأستاذ الشيخ جعفر الشيخ هادي.

3. مدرسة حافظات القرآن الحكيم الأولى، وقد تأسست هذه المدرسة في عام (1382ه) وتسلمت إدارتها سيدة علوية وشريفة من السادة آل ثابت وهم من وجهاء مدينة كربلاء المقدسة. وقد زاد عدد الطالبات المنتسبات لهذه المدرسة على (250 طالبة)، وكان مقرها في زقاق الصفافير.

4. مدرسة حفاظ القرآن الحكيم الثانية للبنين، تأسست عام (1385ه) وهي عبارة عن دورة صيفية نهارية لطلاب المدارس الرسمية، ولما وجدت هيئة المدارس الإقبال الشديد عليها قررت جعلها دائمية في تدريس الطلاب مقابل أجور زهيدة وعادلة، وكانت تحت إدارة الشيخ عبد الحسين محمد جواد، ومقرها في شارع ابن فهد بجنب مدرسة العلامة ابن فهد الحلي *.

5. مدرسة حافظات القرآن الحكيم الثانية، تأسست سنة (1386ه) وقد أنيطت إدارتها إلى سيدة جليلة من السادة القزاونة المحترمين، وكان مقرها بداية في شارع صاحب الزمان عليه السلام ثم انتقلت إلى باب الطاق قرب طاق الزعفراني المعروف.

6. مدرسة حافظات القرآن الحكيم المسائية، وتأسست عام (1387ه) وتدار من قبل السيدة مديرة المدرسة الثانية للحافظات، ومقرها كذلك في مقر المدرسة الثانية للحافظات.

7. المدرسة الصناعية، تأسست عام (1388ه) وتستقبل الطلبة من المدارس بعد إكمالهم المرحلة السادسة، وكانت إدارتها تابعة لمدرسة الحفاظ الأولى.

8. مدرسة الكتاب والعترة الدينية، وهي بمثابة مرحلة ثانية ما بعد المرحلة الأولى وقد تولى إدارتها فضيلة العلامة السيد مرتضى القزويني ومقرها في البناية الكائنة بجانب مدرسة ابن فهد الحلي *.

(28) آية الله السي_د حسن بن السيد مهدي الشيرازي، ينحدر من أسرة مشهورة بالع_لم والفضيلة والتقوى ومكافحة الاستعمار. ولد في مدينة النجف عام (1354ه/1935م). درس السطوح العليا على يد العلماء الكبار أمثال والده آية الله العظمى السي_د مهدي

الشيرازي وأخيه الأكبر، وكذلك آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني وآية الله العظمى الشيخ محمد رضا الاصفهاني. اشتهر في الأوس_اط العلمية بالعلم والفقاهة وال_ذوق الأدبي والعمل الدؤوب. كان من طليعة المحاربين للحكومات الجائرة التي تعاقبت على العراق بفكره وقلمه ولسانه، لذا تعرَّض للاعتقال والتعذيب القاسي. ترك العراق مهاجراً إلى لبنان وسوريا عام (1390ه) واستمر في نشاطه الجهادي وتعريف ظلامة الشعب العراق_ي للعالم. كما استمر في برامجه العلمية في أرض المهجر، فأسس المدارس والمراكز والحسينيات، وأسس أول حوزة علمية في سوريا هي الحوزة العلمية الزينبية ف_ي منطقة السيدة زينب عليها السلام عام (1393ه) بتوجيه من أخيه الإمام الراحل * وك_ان يدرِّس فيه_ا بحث خارج الفقه والأصول، وأسس (مكتب جماعة العلماء) في لبنان عام (1397ه). اغتيل برصاصات عملاء نظام البعث العراقي في لبنان عام (1400ه). خلف آثاراً مطبوعة ومخطوطة منها: موسوعة الكلمة في 25 مجلداً تتضمن كلمة الله، وكلمة الإسلام، وكلمة الرسول الأعظم، وكلمة أمير المؤمنين إلى كلمة الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، وكتاب خواط_ري عن القرآن 3ج، والاقتصاد الإسلامي، ودواوين شعرية، والعمل الأدبي، والأدب الموجه، والشعائر الحسينية، وغيرها، للتفصيل راجع كتاب (حضارة في رجل) للسيد عبد الله الهاشمي، وكتاب (أسرة المجدد الشيرازي) لنور الدين الشاهرودي، و(الراحل الحاضر) لمؤسسة المستقبل للثقافة والإعلام.

(29) العلامة الشهيد السيد محمد مهدي بن آية الله العظمى الإمام السيد محسن الحكيم رحمة الله عليه ولد في النجف الأشرف سنة (1353ه/ 1935م) واستشهد في السودان على يد عملاء طغاة العراق في عصر يوم الأحد (27 جمادى الأولى 1408ه/ 17 كانون الثاني 1988م).

(30) المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، ولد في النجف الأشرف (1306ه)، وتوفي سنة (1390ه)، أصدر فتواه

الشهيرة بتكفير الشيوعية والكشف عن صبغتها الإلحادية في (17 من شعبان عام 1379ه/ أيار 1960م) واعتبر أن الشيوعية كفر وإلحاد، ونشر الفتوى في جرائد العراق آنذاك.

(31) خاصة لو أخذنا بنظر الاعتبار زيادة السكان في العراق وفي العالم أجمع.

(32) نمرود وفرعون، طغاة ضرب الله بهما في كتابه الكريم مثلاً في سيرتهما وجبروتهما وظلمهما وعاقبة أمرهما، وأمر من تبعهما.

(33) عبيد الله بن زياد بن أبيه بن مرجانة، هو الدعي ابن الدعي، تولى الكوفة عن يزيد بن معاوية (لع)، أرسل عمر بن سعد على رأس الجيش الذي حارب الإمام الحسين عليه السلام وقال له: … فإن قتلت حسين فأوطأ الخيل صدره وظهره.. قتله إبراهيم بن مالك الأشتر في معركة الخازر عندما كان إبراهيم قائداً لجيش المختار الثقفي، وكان ابن زياد قائداً لعبد الملك بن مروان، عرف هو وأبوه زياد بن أبيه بالشدة والشراسة والوحشية خلال ولايتهما، وبالنصب الشديد لآل البيت عليهم السلام.

(34) الحجاج بن يوسف الثقفي، ولد في الطائف واشتهر بولائه للبيت الأموي وعدائه الشديد لأهل البيت عليهم السلام، ولاه عبد الملك بن مروان، وتولى مكة والمدينة والطائف والعراق. كان مثالاً للظلم والشدة في الحكم وسفك الدماء فقد كان يقول: (أكبر اللذات عندي سفك الدماء)، ولقد قتل من الناس مائة وعشرين ألف سوى من قتل في الحروب، ولما مات وجد في سجنه ثلاثة وثلاثين ألفاً من المسلمين الأبرياء، وكان سجنه حائطاً لا سقف فيه، فإذا آوى المسجونون إلى الجدران يستظلون من الشمس رمتهم الحرسة بالحجارة، وكان يطعمهم خبز الشعير مخلوطاً بالملح والرماد، فكان لايلبث الرجل في سجنه حتى يسودّ ويصير كالزنجي. هلك بواسط سنة (95ه). انظر شجرة طوبى: ج1 ص128 المجلس 44 في سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي

وشقاوته.

(35) المغول: دولة في آسيا الوسطى أسسها جنكيز خان ووزعها بين أبنائه ومنهم جغتاي ومنهم هولاكو وهو مؤسس دولة المغول الإيلخانية في إيران (1251م) حفيد جنكيز خان الذي قضى على الخلافة العباسية في بغداد عام (1258م) واحتل سورية. أما التتار فهم قبائل كانت تسكن في أواسط آسيا أصلهم من المغول وقد اشتهروا بغزواتهم، حكموا روسيا في القرن 13-16، ثم هزموا فانكفئوا إلى القرم.

(36) برزت مدرسة الحلة الفقهية بعد احتلال بغداد على يد هولاكو التتار، فقد كانت مدرسة بغداد قبل الاحتلال، حافلة بالفقهاء والباحثين وحلقات الدراسة الواسعة، وكان النشاط الفكري فيما قبل الاحتلال على قدم وساق. وحينما احتلت بغداد من قبل المغول، أوفد أهل الحلة وفدا إلى قيادة الجيش المغولي، يلتمسون الأمان لبلدهم، فاستجاب لهم هولاكو وآمنهم على بلدهم بعد أن اختبرهم على صدقهم. وبذلك ظلت الحلة مأمونة من النكبة التي حلت بسائر البلاد في محنة الاحتلال المغولي، وأخذت الحلة تستقطب الشاردين من بغداد من الطلاب والأساتذة والفقهاء، واجتمع في الحلة عدد كبير من الطلاب والعلماء، وانتقل معهم النشاط العلمي من بغداد إلى الحلة، واحتفلت هذه البلدة _ وهي يومئذ من الحواضر الاسلامية الكبرى _ بما كانت تحتفل به بغداد من وجوه النشاط الفكري. واستقرت المدرسة في الحلة، وظهر في هذا الدور في الحلة: فقهاء كبار، كان لهم الأثر الكبير في تطوير مناهج الفقه والأصول الإمامي، وتجديد صياغة عملية الاجتهاد، وتنظيم أبواب الفقه، كالمحقق الحلي والعلامة وولده فخر المحققين وابن نما وابن أبي الفوارس والشهيد الأول وابن طاوس وغيرهم من فطاحل الأعلام ورجال الفكر. انظر منتهى المطلب: ج3 ص14.

(37) رضا بهلوي (1878-1944م) شاه إيران (1925م)، حكم بالظلم والجور والاستبداد، ونشر الفساد، تنازل لابنه محمد (1941م).

ومحمد رضا

بهلوي (1919-1980م) شاه إيران (1941م) خلفاً لأبيه رضا ومستمراً في نهجه الظالم، ثار عليه الشعب، ترك البلاد (1979م) توفي بمصر.

(38) عبد الكريم قاسم محمد بكر الزبيدي من مواليد بغداد (1914م)، التحق بالكلية العسكرية في عام (1932م)، انتمى لتنظيم الضباط الأحرار عام (1956م). قام بانقلاب عسكري عام (1377ه/ 1958م)، أطاح بالحكم الملكي، أعلن الحكم الجمهوري. وألغى المظاهر الديمقراطية، اُعدم رميا بالرصاص مع بعض رفاقه في دار الإذاعة في التاسع من شباط (1963م).

(39) أحمد حسن البكر، من مواليد تكريت (1914م)، رئيس الجمهورية بعد انقلاب (17 تموز 1968م) منح نفس_ه رتبة مهيب _ مشير _ بعد الانقلاب، تحكمت الطائفية والعصبية القبلية في زمانه، نحي عن الحكم إثر انقلاب دبره عليه زميله في الإجرام صدام التكريتي بتاريخ (16 تمّوز 1979م) بعد أن حكم العراق (11عاماً). قتله صدام بحقنة ترفع نسبة السكر لديه بواسطة الدكتور صادق علوش وذلك عام (1982م).

(40) عبد السلام محمد عارف، مواليد الرمادي عام (1921م)، م_ن أعض_اء تنظيم الضباط الأحرار، اشت_رك مع عبد الكريم قاسم في انقلاب 14 تموز، وبعد اختلافه مع قاسم أقصي من مناصبه، حكم عليه بالإعدام وعفي عنه بعد أن قض_ى أكث_ر م_ن سنتين في السجن. أصبح رئيساً للجمهورية بعد إطاحته بعبد الكريم قاسم في (1963م)، اتّسم حكمه ب_الكبت والإرهاب والعنصرية، انقلب على رفاقه البعثيين في عام (1963م) وأقصاهم من وزارته وأصدر كتاباً ضدّهم سمّاه المنحرفون، وصمهم بكلّ قبيح من قبيل الشذوذ الجنسي والسرقة وما إلى ذلك. قتل مع عدد من الوزراء في عام (1966م) إثر سقوط طائرته قرب البصرة، وكان الحادث مدبراً بوضع قنبلة في الطائرة.

(41) نوري سعيد صالح السعيد من مواليد بغداد عام (1888م)، رئيساً للوزراء بين عام (1930-1958م) لأربع عشرة دورة،

ووزيراً للدفاع في خمس عشرة دورة، ووزيراً للخارجية في إحدى عشرة دورة، ووزيراً للداخلية في دورتين. أحد أكبر عملاء بريطانيا ف_ي العالم العربي. أسس في الخمسينيات حزب الاتحاد الدستوري لدعم وزارته، انتحر بإطلاق النار على نفسه في انقلاب عام (1958م) وقيل قتل.

(42) فاضل عباس المهداوي من مواليد بغداد عام (1915م) ترأس المحكمة التي عرفت باسمه (محكمة المهداوي) في عهد عبد الكريم قاسم، وهي محكمة عسكرية تتألف من خمسة ضبّاط، كان معروفا بلسانه السليط واستشهاداته المليئة بالإهان_ات والكلام البذيء، وقد جعل المهداوي هذه المحكمة وسيلة لتسلية الجمهور وإضحاكه، ومهام المحكمة هي:

أ: محاكمة رجالات العهد الملكي.

ب: محاكمة ما يسمى بأعداء الثورة من مدنيين وعسكريين.

ج: محاكمة من حاول اغتيال قاسم أو القيام بانقلاب عسكري. انظر كتاب (تلك الأيام) للإمام الراحل، وكتاب (عبد الكريم قاسم رؤية بعد العشرين) للعلوي.

(43) إشارة إلى الحكم الملكي الذي نصب على العراق من قبل الإنكليز عام (1921م) إلى عام (1958م) حيث انتهى العهد الملكي بقيام ثورة 14 تموز بقيادة عبد الكريم قاسم، وكان أول ملوك العراق آنذاك فيصل بن الشريف حسين (1883-1933م) وبعده نصب الملك غازي (1912-1939م) الذي قتل في حادث سيارة مدبر. ثم فيصل الثاني (1935-1958م) الذي قتل في انقلاب 14 تموز.

(44) أدولف هتلر (1889-1945م) سياسي ألماني ولد في النمسا، دخل الحزب العمالي الألماني (1919م) وأصبح زعيمه وسماه الحزب الوطني الاشتراكي أي النازي (1921م) حاول القيام بعصيان مسلح في ميونخ عام (1923م) ففشل وسجن، أصبح مستشاراً عام (1933م) ثم رئيس الدولة المطلق عام (1934م)، أقام نظاماً ديكتاتورياً بوليسياً، أدت به سياسته التوسعية إلى احتلال رينانيا (1936م) والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وبولونيا، أشعل الحرب العالمية الثانية عام (1939م) فهزم من قبل قوات الحلفاء وانتحر في برلين

عام (1945م).

(45) بنيتو موسليني (1883-1945م) من رجالات الدولة الطغاة في إيطاليا، أسس الحزب الفاشي واستولى على الحكم عام (1922م)، تحالف مع هتلر ودخلا الحرب معاً، أقصي من الحكم عام (1943م) فأعاده الألمان عام (1944) فقتله الشعب.

(46) جوزيف ستالين (1879-1953م) سياسي روسي ترأس الحزب الشيوعي (1922م) خلف لينين في زعامة الحزب والدولة عام (1924م) حتى وفاته، قضى على مناوئيه في محاكمات صورية واستبد بالسلطة وكان من أكبر الطغاة.

(47) سورة الذاريات: 55.

(48) سورة آل عمران: 103.

(49) غرر الحكم ودرر الكلم: ص466 ق6 ب5 الفصل 13 ح10715.

(50) غرر الحكم ودرر الكلم: ص466 ق6 ب5 الفصل 13 ح10717.

(51) غرر الحكم ودرر الكلم: ص466 ق6 ب5 الفصل 13 ح10718.

(52) سورة الحجرات: 13.

(53) سورة الأنبياء: 92.

(54) سورة القصص: 4.

(55) سورة الأنعام: 91.

(56) سورة آل عمران: 160.

(57) سورة محمد: 7.

(58) سورة آل عمران: 196-197.

(59) سورة الملك: 20.

(60) السير برسي كوكس ممثل الحكومة البريطانية في العراق، تقلد منصب المندوب السامي البريطاني وكان يدير الحكومة الملكية في العراق.

(61) الفريق السير ستانلي مود، قائد القوات البريطانية التي احتلت بغداد في (11 آذار 1917م) قال عند دخوله العراق: (إن جيوشنا لم تدخل مدنكم وأراضيكم بمنزلة قاهرين أو أعداء بل محررين) _ أي من الحكم العثماني _. مات في (18 تشرين الثاني 1917م) على إثر تسمم أصيب به. أقيم له تمثال أمام السفارة البريطانية بجانب الكرخ في بغداد. انظر الحقائق الناصعة في الثورة العراقية سنة 1920 ونتائجها.

(62) سورة التوبة: 40.

(63) سورة هود: 86.

(64) سورة النساء: 75.

(65) سورة غافر: 51.

(66) صدام التكريتي، الطاغوت الذي صاغه الغرب وفق متطلبات المنطقة وظروفها السياسية، وحافظ عل_ى أمن_ه الشخصي ف_ي أدق الظروف وأحلك اللحظات، ولد عام (1939م) في قرية العوجة جنوب تكريت

تبع_د مائ_ة ميل شمال بغداد، والده كان يعمل فراشاً في السفارة البريطانية، كانت أمه صبيحة (صبحة) طلفاح تستلم مخصّصات تقاعد زوجها من السفارة، تزوجت صبيحة من أربعة أزواج، وكان صدام يتنقل معها من بيت زوج إلى زوج، وتنامت لدي_ه روح الانتق_ام، ابتدأ عمليات القتل وهو في السابعة عشر، اشترك مع بعض عناصر البعث في اغتيال عبد الكريم قاسم عام (1959م) هرب إلى سوريا ومنها إلى مصر، اشترك في انقلاب (17 تموز 1968م). وفي عام (1970م) أصبح صدام نائباً لمجلس قيادة الثورة ورئاسة الجمهورية في حال غياب البكر عن البلاد. وفي عام (1979م) أصبح رئيساً للجمهورية بعد أن أقصى البكر عن الحكم ومنح نفسه رتبة مهيب ركن، هاجم إيران (1980م) فاندلعت حرب الخليج الأولى واستمرت ثمان سنوات، احتل الكويت (1990م) فاندلعت حرب الخليج الثانية، فقامت قوات الحلفاء بقيادة أمريكا بتدمير العراق ووضع العراق تحت حصار طويل الأمد، انتفض الشعب عام 1991م فقمع صدام انتفاضة الشعب العراقي بوحشية لا مثيل لها، فقد قدرت أعداد من قتلوا وأعدموا واختفوا ما يزيد على 300 ألف عراقي.

(67) سورة النساء: 95.

(68) سورة نوح: 25.

(69) كل هؤلاء المذكورين كانوا من قادة ما يسمى بثورة (17 تموز 1968م) وتمت تصفيتهم الواحد بعد الآخر على يد أقرانهم وهذا مصير الظلمة وأعوانهم في الدنيا قبل الآخرة.

(70) في وقت كان الدينار العراقي يساوي أكثر من ثلاثة دولارات.

(71) هو خير الله طلفاح خال صدام ومربيه، زوجه بنته ساجدة.

(72) سورة الشورى: 38.

(73) سورة الرعد: 11.

(74) الكافي: ج2 ص274 باب الذنوب ح25.

(75) نهج البلاغة، الرسائل: 27، من عهد له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر حين قلده مصر.

(76) غرر الحكم ودرر الكلم: ص65 ق1 ب1 الفصل12 ح864.

(77) قال

تعالى: *إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ* سورة الأنبياء: 92.

(78) قال سبحانه: *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ* سورة الحجرات: 10.

(79) قال الإمام الصادق عليه السلام: «..فإن الأرض لله ولمن عمرها»، الكافي: ج5 ص279 باب في إحياء أرض الموات ح2.

(80) عن أبي الحسن عليه السلام قال: «ألزموهم بما ألزموا أنفسهم»، تهذيب الأحكام: ج9 ص322 ب29 ح12.

(81) قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الناس مسلطون على أموالهم»، بحار الأنوار: ج2 ص272 ب33 ح7.

(82) قال الإمام الصادق عليه السلام: «سوق المسلمين كمسجدهم يعني إذا سبق إلى السوق كان له مثل المسجد»، وسائل الشيعة: ج17 ص406 ب17 ح22851.

(83) سورة طه: 124.

(84) انظر بحار الأنوار: ج21 ص105 ب26 فتح مكة.

(85) انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج1 ص22 حلم الإمام عليه السلام.

(86) إقبال الأعمال: ص60 ب4 دعاء الافتتاح.

(87) سورة الممتحنة: 1.

(88) سورة التحريم: 9.

(89) سورة العنكبوت: 5-6.

(90) سورة العنكبوت: 69.

(91) سورة الفرقان: 52.

(92) سورة ص: 55.

(93) سورة النبأ: 21-22.

(94) سورة النازعات: 37-39.

(95) سورة البقرة: 258.

(96) سورة آل عمران: 57.

(97) سورة لقمان: 11.

(98) سورة غافر: 14.

(99) سورة مريم: 51.

(100) سورة الشعراء: 109.

(101) بحار الأنوار: ح 74 ص 200 ب8 ح1.

(102) الكافي: ج5 ص9 باب وجوه الجهاد ح1.

(103) مستدرك الوسائل: ج11 ص141 ب1 ح12654.

(104) بحار الأنوار: ج19 ص31 ب6.

(105) نهج البلاغة، الخطب: 189 من كلام له عليه السلام في الإيمان ووجوب الهجرة.

(106) سورة العنكبوت: 56.

(107) تفسير مجمع البيان: ج8 ص291 تفسير سورة العنكبوت.

(108) نهج البلاغة، قصار الحكم: 350.

(109) نهج البلاغة، الكتب: 53 من كتاب له عليه السلام للأشتر النخعي لما ولاه على مصر.

(110) سورة الزمر: 17.

(111) تأويل الآيات: ص502 سورة الزمر وما فيها من الآيات في الأئمة الهداة...

(112) الكافي:

ج8 ص14 صحيفة علي بن الحسين عليه السلام ح2.

(113) بحار الأنوار: ج74 ص148 ب7 ح52.

(114) نهج البلاغة، الخطب: 182 من خطبة له عليه السلام بالكوفة وهو قائم على حجارة.

(115) بحار الأنوار: ج91 ص147 ب32 أدعية المناجاة، المناجاة السابعة، مناجاة المطيعين لله.

(116) غرر الحكم ودرر الكلم: ص347 ق4 ب2 الفصل 8 ح8005.

(117) غرر الحكم ودرر الكلم: ص347 ق4 ب2 الفصل 8 ح8007.

(118) غرر الحكم ودرر الكلم: ص347 ق4 ب2 الفصل 8 ح8029.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.